okba-abdellali Admin
عدد المساهمات : 165 نقاط : 490 تاريخ التسجيل : 01/08/2010 العمر : 32 الموقع : تبسة
| موضوع: التقوى ( حديث قدسى ) الثلاثاء أغسطس 03, 2010 5:50 pm | |
| التقوى " أنا أهل ُ أن أُتَقى فلا يجعل معى إله ٌفمن اتَّقى أن يجْعَل مَعِى إلها ٌفأنا أهل أن أغفر له " رواه أحمد . والترمذى . والنسائى . وإبن ماجه . والبزار . وأبو يعلى . والحاكم عن أنس .
والتقوى فى اللغة بمعنى الإتقاء وهو إتخاذ الوقاية ، وعند أهل الحقيقة هو الإحتراز بطاعة الله عن عقوبته ، وهو صيانة النفس عما تستحق به من فعل أو ترك . والتقوى فى الطاعة يراد بها الإخلاص ، وفى المعصية يراد بها الترك والحذر .
وقيل : أن ينفى العبد ما سوى الله تعالى . وقيل : المحافظة على آداب الشريعة . وقيل : فى مُجانبة كل ما يبعدك عن الله تعالى . وقيل : ترك حظوظ النفس ومباينة الهوى . وقيل : أن لاترى ما يبعدك عن نفسك شيئا سوى الله . وقيل : أن لا ترى فى نفسك شيئا سوى الله . وقيل : أن لاترى نفسك خيرا من أحد وقيل : ترك ما دون ذلك . وقيل : ترك ما دون الله . والمتبع عندهم هو الذى ألقى متابعة الهوى .
وقيل : الإقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم ـ قولا وفعلا . وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه ، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاهمن ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه عن ذلك ، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .
وأفضل صفة يتصف بها الإنسان التقوى لأن بها نجاحه ودخوله فى كنف الرحمن ، لا يحتجب منهم ولا يستتر وقد جاء تفسيرها وصفة أهلها عن السلف الصالح رضى الله عنهم . يقول إبن عباس رضى الله عنهما : المتقون يحذرون من الله عقوبته فى ترك ما يعرقون من الهوى ويرجون رحمته فى التصديق بما جاء به ، وقال الحسن البصرى : المتقون اتقوا ما حرَّم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم . وقال طلق بن حبيب : التفوى أن تعمل بطاعة الله تعالى ، على نور من الله ، ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله ، على نور من الله ، تخاف عقاب الله . وقال عمر بن عند العزيز : ليس تقوى الله بصيام النهار ولابقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله ، وأداء ما افترض الله ، فمن رُزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير .
وعن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : تمام التقوى أن يتقى اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما ، ما يكون حجابا بينه وبين الحرام ، يقول الحق سبحانه وتعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة 7ـ 8 فلا تحقرن شيئا من الخير أن تفعله ولا شيئا من الشر أن تتقيه .
وقال : موسى بن أعين : المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا فى الحرام فسمَّاهم الله المتقين . وقال الثورى رحمه الله : إنما سموا متقين لأنهما اتقوا مالا يتقى .
فهو سبحانه وتعالى أهل أن يُتقى ويُخشى ويُهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده حتى يُطيعوه لما يستحقه من الإجلال والإكرام وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش وشدة البأس .
وقد حث النبى صلى الله عليه وسلم على التقوى فى أحاديث كثيرة ما رواه الإمام أحمد ، من حديث دارج عن أبى الهيثم عن أبى ذر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : أوصيك بتقوى الله فى سر أمرك وعلانيته ... " الحديث . وروى الترمذى عن يزيد بن سلمة أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم " قال يارسول الله إنى سمعت منك حديثا كثيرا فأخاف أن ينسى أوله آخره فحدثنى بكلمة تكون جماعا قال : اتق الله فيما تعلم "
وخرج الإمام أحمد من حديث أبى سعيد الخدرى " قال قلت يارسول الله أوصنى ، قال أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ " الحديث . وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أوصاه فى خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا . وكذلك الصحابة كان يوصى بعضهم بعضا بالتقوى ومن جاء بعدهم من التابعين فهذا أبو بكر الصديق رضى الله عنه لما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصاه بوصيته وأول ما قاله : اتق الله ياعمر . وكتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى إبنه عبد الله : أما بعد أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ، واجعل التقوى نصب عينيك . وجلاء قلبك .
وقد وصى الحق عز وجل بالتقوى فى مواضع كثيرة من الذكر الحكيم وحثهم وأمرهم بها منها قوله : " ياأيها الذين آمنوا اتقواالله ولتنظر نفس ما قدَّمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " الحشر18 وقال تعالى " واتقوا الله الذى إليه تحشرون " المائدة 96 وقال تعالى " واتقواالنار التى أعدت للكافرين " آل عمران131 فأضيفت تارة إلى الله سبحانه وتعالى ، وتارة أضيفت إلى عقاب الله وإلى مكانه كالنار أو زمانه كيوم القيامة .
اللهم إنا نسألك أن توفقنا للتقوى وتحيل بيننا وبين معاصيك ياأرحم الراحمين .
| |
|