okba-abdellali Admin
عدد المساهمات : 165 نقاط : 490 تاريخ التسجيل : 01/08/2010 العمر : 32 الموقع : تبسة
| موضوع: حضور القلب فى الصلاة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 6:22 pm | |
| حضور القلب إعلم أن المؤمن لابد أن يكون مُعَظما ًلله عز وجل وخائفا منه وراجيا له ومُستحييا من تقصيره ، فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه وإن كانت قوتها بقدر قوة يقينه ، فانفكاكه عنها فى الصلاة لاسبب له إلا تفرق الفكر وتقسُّم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغفلة عن الصلاة ، ولا يلهى عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة ؛ فالدواء فى إستحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ولا يدفع الشئ إلا َّ بدفع سببه .
وسبب موارد الخواطر إما أن يكون أمرا ًخارجا أو أمرا فى ذاته باطنا ؛ أما الخارج فما يقرع السمع أو يظهر للبصر ، فإن ذلك قد يختطف الهمم حتى يتبعه ويتصرَّف فيه ، ثم تنْجَر منه الفكرة إلى غيره ويتسلسل ، ويكون الإبصار سببا للإفتكار ، ثم تصيربعض تلك الأفكار سببا للبعض ، ومن قويت نيته وعلت همَّته لم يُلهه ما جرى على حواسه ، ولكن الضعيف لابد أن يتفرق به فكره .
وعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره أو يُصلى فى مكان مُظلم ، أو لايترك بين يديه ما يُشغل حِسَّه ، ويقرب من حائط عن صلاته حتى لاتتسع مسافة بصره ، ويحترز من الصلاة على الشوارع ، وفى المواضع المنقوشة المصنوعة ، وعلى الفرش المصبوغة ، ولذلك كان المتعبدون يتعبدون فى بيت صغير مُظلم سعته قدر السجود ليكون ذلك أجمع للهمم والأقوياء منهم كانوا يحضرون المساجد ويغضون البصر ولا يجاوز به موضع السجود ، ويرون كمال الصلاة فى أن لايعرفوا من على يمينهم وشمالهم ؛ وقد كان إبن عمر رضى الله عنهما لايدع فى موضع الصلاة مصحفا ولاسيفا إلا ونزعه ولا كتابا إلا محاه .
أما الأسباب الباطنة فهى أشد ؛ فإن من تشعَّبت به الهموم فى أودية الدنيا لاينحصرفكره فى جانب واحد ؛ بل لايزال يطير من جانب إلى جانب ، وغض البصر لايُغنيه ، فإن ما وقع فى القلب من قبل كاف لشغله ، فهذا طريقه أن يرد النفس قهرا إلى فهم ما يقرأه فى الصلاة ويشغلها به عن غيره . ويُعينه على ذلك أن يستعد قبل التحريم بأن يحدد على نفسه ذكر الآخرة وموقف المناجاة وخطر المقام بين يدى الله سبحانه وتعالى وهو المطلع ويُفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة فلا يترك لنفسه شغلا يلتفت إليه خاطره .
اللهم نسألك ال عافية فى الدنيا والآخرة | |
|