okba-abdellali Admin
عدد المساهمات : 165 نقاط : 490 تاريخ التسجيل : 01/08/2010 العمر : 32 الموقع : تبسة
| موضوع: المحكم والمتشابه فى القرآن الثلاثاء أغسطس 03, 2010 6:23 pm | |
| المحكم والمتشابه فى القرآن
وصفت آيات القرآن فى سورة هود بأنها كلها مُحْكمات ، قال تعالى : " كتاب أُحكمت آياته " ، ووصفت آيات القرآن فى سورة الزمر بأنها كلها متشابهات قال تعالى : "الله نزل أحسن الحدبث كتابا متشابها ً "ووصف آيات القرآن فى سورة آل عمران بأن منها محكمات - هن أم الكتاب - ومنها متشابهات . فما هو الإحكام - بمعناه العام والخاص - ؟ وما هو المُتشابه – يمعناه العام والخاص ؟ الإحكام – الذى هو وصف عام للقرآن مُراد به : الإتقان والتدعيم ، وعدم تطرق الخلل إلى ألفاظه وأساليبه ومعانيه ، فألفاظه مُحكمة لاخلل فيها ، وأساليبه مُحْكمة لاركاكة فيها ولاتعقيد ، أى حقيقة ثالتة " لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " والتشابه – الذى هو وصف عام للقرآت – المراد يه : التماثل فليست آية تختلف و آية فى فصاحة ألفاظها ، وبلاغة أسلوبها ، وصحة معناها ، بل هى كلها متشابهات فى ذلك .
أما المُراد من الإحكام – هو وصف خاص ببعض آيات القرآن . فهو : إحكام عبارة الآية فى دلالتها على المعنى المُراد منها ، فالأيات المحكمات – اللاتى هن أم الكتاب –ألى أصله ومُعظمه – هى : الآيات الصريحة التى لاتحتاج فى فهم المراد منها إلى غيرها .. وأكثر آيات العقائد والأحكام والأخلاق والقصص : مُحكمات . والمراد من التشابه – الذى هو وصف خاص ييعض آيات القرآن – هو الإشتباه والإلتباس فى فهم المراد من العبارات ، إما لأنهاتحتمل أن يُفهم منها أكثر من معنى ، مثل الحروف الهجائية المُقطعة فى أوائل بعض الصور : "ألم " و " ص" و " ق" وغيرها فهى مشتبهات ، أى فى فهم المراد منها إشتباه أو إلتباس .. أو لأن ما يُفهم من ً ظاهرها يوهم تشبيه الله بخلقِهِ فى أن له : وجها ً أو يدا ً أو غير ذلك مثل " كل شئ هالك إلا وجهه " ومثل : "يد الله فوق أيديهم " ولذا قال مجاهد رضى الله عنه : المتشابه : مااشتبهت معانيه .
فالمحكم : هو الصريح الُمفسر ، الذى لاإشتباه فى فهم المراد منه : والمتشابه : خلافه ، قال تعالى : " هو الذى أنزل عليه الكتاب ، منه آيات مُحْكمات - هن أم الكتاب – وأخر مُتشابهات ، فأما الذين فى قلوبهم زيْغ ، فيتبعون ما تشابه منه الفتنة وابتغاء تأويله " ، وهذا بيان للحكمة البالعة التى لأجلها أنزل الله الكتاب منه آيات مُحكمات وأخر متشابهات، وهذه الحكمة هى أن الآيات المتشابهات فيها إختبار وامتحان لإيمان المؤمن ، وتمييز الزائغين المضطربين من الراسخين الثابتين ، ، ولهذا بين الله سُبْحانه وتعالى أن الناس إفترقوا بإزاء المتشابهات فريقين فريق الذين فى قلوبهم زيغ ، وفريق الراسين فى العلم : " فأما الذين فى قلوبهم زيغ " أى فى عقولهم إنحراف عن الحق فينصرفون عن الآيات المحكمات ، لأنها صريحة فى صدمهم وفى كشف زيغهم ، ويتبعون ما تشابه من الآيات ، لأن فيها حسب زعمهم سندا لزيغهم ، فهم يُطيلون البحث فيها : لارغبة فى الوُصول إلى المراد منها ، ولكن يبتغون بذلك أمرين . الأول : أن يتخذوها وسيلة لفتنة من آمن بإلقاء الريب والشكوك فيما آمن به . والثانى : يُؤولوهاالتأويل الذى يتفق وأهواءهم
ثم قال تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله ".. وفى هذه الآية ارشاد إلى إيجاب رد المتشابه إلى المحكم ، لأنه إذا كان المتشابه لايعلم تأويل إلا الله ، والمحكم هو من الله ، فيجب الرجوع إلى المُحكم ليلتمس منه النور الذى يكشف ما أراده الله من المتشابه ، فالقرآن يُفسِّر بعضه بعضا ً، ومجموعة آياته تبين الروح الذى يفهم به ما فيه اشتباه .. والمجسمة – الذين اتبعوا ظاهر آيات الوجه واليد – لوردوها إلى المحكم ،وهو قوله تعالى " ليس كمثله شئ " ما زاغوا ، ولصَرفوا اللفظ عن معناه الظاهر – لأنه مستحيل إرادته – إلى معنى آخر غيرمستحيل على الله ، مما يدل عليه اللفظ بطريق المجاز أو الكتابه ، ف " كل شئ هالك إلا وجهه " أى إلا هو ، و" يد الله فوق أيديهم " أى قدرته فوق قدرتهم " وأصنع الفلك بأعيننا " أى برعايتنا .. وهكذا ..
الفريق الأول - كما رأينا – هم ضعفاء العقيدة ، وقدعبرالله عنهم بأنهم الذين قى قلوبهم زيغ ، أما الفريق الثانى فهم أقوياء العقيدة والإيمان وقد عبر الله
عنهم بالراسخين فى العلم قال تعالى :" والراسخون فى العلم يقولون آمنا به " لأن رُسوخ العلم بالحقيقة وثباته على دعائم راسخة : أساس إستقرار الإيمان وقوة العقيدة ، فمن علم بأن القرآن منزل من عندالله بالحق ، وقام علمه بهذا على أساس ثابت ، كان قوى الإيمان ، مستقر العقيدة ، لايُزلزل عقيدته فى آية اشتباهها والتباسها ، " والراسخون فى العلم يقولون آمنا به " أى آمنا بالمتشابه كما آمنا بالمحكم . لماذا ؟ " كل من عند ربنا ، وما يذكر إلا أولو الألباب " .
ثم بين الله أن هؤلاء مع رُسوخهم فى العلم لايغترون بقوة إيمانهم ، ولهذا فهم دائموا التوجه إلى الله أن يحفظ عليهم نعمة الإيمان برحمة من عنده فيقولون :" ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب " | |
|